هل التعرّق أثناء التمرين يعني أنك تحرق دهونًا أكثر؟

يربط كثيرون بين كميّة التعرّق خلال التمرين ومدى فعاليته، فيظنّون أن العرق الغزير دليل على بذل مجهود كبير، بل وربّما على حرق سعرات حرارية ودهون أكثر. وعلى الجانب الآخر، قد يُصاب البعض بالشك حين لا يلاحظون تعرّقًا واضحًا بعد جلسة تدريب شاقة، فيتساءلون إن كان تمرينهم فعّالًا حقًّا.

لكن، هل التعرّق حقًا مقياسٌ يمكن الاعتماد عليه؟

وهل يعكس مدى كفاءة التمرين أو كمية الدهون التي تمّ حرقها؟

في هذا المقال، سنكشف الحقيقة وراء العلاقة بين التعرّق والتمرين، ونوضّح الأسباب الحقيقية التي تجعل البعض يتصبّبون عرقًا، فيما يظلّ آخرون بجفافٍ شبه تام، رغم بذل الجهد ذاته.

لماذا نتعرّق أثناء التمرين؟

التعرّق هو عملية طبيعية ينظّم بها الجسم حرارته الداخلية. عند ممارسة التمارين الرياضية، تبدأ درجة حرارة الجسم بالارتفاع نتيجة لانقباض العضلات وزيادة نشاط الدورة الدموية، مما يدفع الجهاز العصبي لإرسال إشارات إلى الغدد العرقية لإفراز العرق. الهدف من ذلك ليس التخلص من الدهون أو السعرات الحرارية مباشرة، بل تبريد الجسم ومنعه من الوصول إلى حرارة مفرطة قد تعيق الأداء أو تسبّب خطرًا صحيًا.

العَرَق في حد ذاته يتكوّن من الماء وبعض الأملاح والمعادن، ويختلف معدّل التعرق من شخص لآخر بحسب عدة عوامل، منها: شدة التمرين، درجة حرارة المكان، نسبة الرطوبة، وحتى عوامل وراثية.

💡 ببساطة، نحن لا نتعرّق لأننا نحرق دهونًا، بل لأن أجسامنا تبذل جهدًا للحفاظ على توازنها الحراري.

لماذا يُنصح الجميع برفع الأثقال؟ الفوائد الصحية التي تتجاوز بناء العضلات

هل يعني التعرّق أنك تحرق دهونًا أكثر؟

يظنّ البعض أن التعرّق الغزير أثناء التمرين دليل مباشر على حرق الدهون، لكن الحقيقة أن هذا الاعتقاد لا يستند إلى أساس علمي دقيق. فالعرق ليس سوى وسيلة الجسم لتبريد نفسه، ولا يُعدّ مؤشّرًا فعليًا على عدد السعرات الحرارية المحروقة، ولا على نوع الطاقة التي يستخدمها الجسم أثناء التمرين.

فعلى سبيل المثال، قد يتعرّق شخص بكثافة خلال جلسة "ساونا" أو أثناء الجلوس في طقس حار دون أن يبذل أي جهد بدني يُذكر، بينما قد لا يتعرّق شخص آخر كثيرًا أثناء أداء تمرين فعّال في بيئة باردة. وفي كلتا الحالتين، لا علاقة لكمية العرق بكمية الدهون المحروقة.

💡 الدهون تُحرق حين يحتاج الجسم إلى طاقة، ويلجأ إلى مخازنه، وليس حين يتصبّب عرقًا. وبالتالي، يمكن أن يكون تمرينك فعّالًا ومفيدًا حتى لو لم تخرج منه مبلّلًا بالعرق.

خاتمة

لا تخلي العرق يخدعك. التمرين الصحّ ما دايمًا بيخليك تطلع مبلّل، والعبرة ما بقدّيش بلّلت التيشيرت، العبرة: هل عطيت جسمك تحدّي؟ هل التزمت؟ هل تغذيت صح ونمت منيح؟

خليك تشتغل بذكاء، مش بس بشدّة. وإذا يوم تمرّنت وما تعرّقت؟ عادي جدًا... المهم إنك مشيت خطوة جديدة باتجاه هدفك.

أسئلة شائعة

1. هل التعرّق يدل على حرق الدهون؟
لا، التعرّق هو آلية لتنظيم حرارة الجسم وليس دليلًا على حرق الدهون. يمكن أن تتعرق دون حرق دهون، أو تحرق دهون دون تعرّق واضح.
2. لماذا لا أتعرّق رغم أنني أتمرّن بجد؟
قد يكون الجو باردًا، أو جسمك يتكيّف بطريقة مختلفة. أيضًا، العوامل الوراثية تؤثر في كمية التعرّق من شخص لآخر.
3. هل العرق يساعد على إزالة السموم؟
معظم السموم تُزال عن طريق الكلى والكبد. التعرّق ليس وسيلة فعالة لإزالة السموم، بل دوره الأساسي هو تبريد الجسم.
4. هل ارتداء ملابس ثقيلة أثناء التمرين لزيادة التعرّق مفيد؟
قد يؤدي ذلك لفقدان ماء مؤقت (وليس دهونًا)، لكنه يزيد خطر الجفاف وضربات الحرارة، لذا يُنصح بتجنبه إلا تحت إشراف مدرّب مختص.
5. كيف أقيس فعالية التمرين إن لم يكن التعرّق مؤشرًا دقيقًا؟
راقب تطور أدائك، انتظامك، قدرتك على زيادة الأوزان أو المسافات، وتحسّن تركيبتك الجسدية مع الوقت، فهذه مؤشرات حقيقية على فعالية التمرين.

ليست هناك تعليقات