فوائد القرفة في خفض سكر الدم: هل تدعمها الأبحاث؟

تُستخدم القرفة منذ قرون في الطب الشعبي كعلاج طبيعي للعديد من الحالات الصحية، وعلى رأسها تنظيم مستويات السكر في الدم. لكن مع تطور العلم، بدأ السؤال يطرح نفسه: هل فعلاً للقرفة تأثير مثبت على سكر الدم؟ أم أن الأمر لا يتعدى كونه تقليدًا شائعًا؟

في هذا المقال، نستعرض أبرز الفوائد المحتملة للقرفة في التحكم بنسبة السكر، ونوضح ما تقوله الدراسات العلمية الحديثة حول فعاليتها، والجرعة الآمنة، وهل يمكن الاعتماد عليها وحدها.

فوائد القرفة

كيف قد تساعد القرفة على خفض سكر الدم؟

تحتوي القرفة على مركّبات نشطة بيولوجيًا يُعتقد أن لها تأثيرًا مباشرًا على تنظيم مستويات السكر في الدم، أبرزها Cinnamaldehyde وPolyphenols وMHCP (Methylhydroxychalcone Polymer).

تشير بعض الدراسات المخبرية إلى أن هذه المركّبات قد:

🟩 تحسّن من حساسية الجسم لهرمون الإنسولين: وهو ما يساعد الخلايا على امتصاص السكر من الدم بشكل أكثر كفاءة.

🟩 تبطئ من تفريغ المعدة بعد الوجبة: ما يؤدي إلى تقليل سرعة امتصاص الكربوهيدرات ودخولها إلى الدم.

🟩 تؤثر على إنزيمات الهضم: بطريقة تُبطئ تكسّر النشويات إلى سكريات بسيطة.

💡 هذه الآليات لا تزال قيد البحث، فإن الفرضية الأساسية هي أن القرفة لا تخفض السكر مباشرة، بل تحسّن البيئة الهرمونية والهضمية التي تنظّم السكر في الدم.

💡 ذات صلة: تحاليل السكر والإنسولين: ما معنى HbA1c و"الإنسولين الصيامي"؟ وكيف تفهم نتائجك؟

ماذا تقول الدراسات السريرية عن القرفة وسكر الدم؟

تباينت نتائج الدراسات التي تناولت تأثير القرفة على سكر الدم، خاصة لدى المصابين بداء السكري من النوع الثاني.

دراسات إيجابية:

أظهرت بعض الدراسات أن تناول القرفة بجرعات تتراوح بين 1 إلى 6 غرام يوميًا (حوالي نصف ملعقة إلى ملعقة صغيرة) ساهم في:

🟩 خفض سكر الدم الصيامي بنسبة ملحوظة

🟩 تحسين مؤشرات مقاومة الإنسولين

🟩 تقليل نسبة الكوليسترول والدهون الثلاثية لدى بعض المرضى

دراسات محايدة أو سلبية:

🟩 في المقابل، لم تجد دراسات أخرى فروقًا كبيرة بين مجموعة القرفة ومجموعة الدواء الوهمي (Placebo)، خصوصًا على المدى الطويل أو لدى من لم يغيّروا نظامهم الغذائي.

💡 خلاصة البحث العلمي حتى الآن: القرفة ليست بديلاً عن العلاج الدوائي، لكنها قد تُستخدم كمكمّل داعم ضمن نظام غذائي صحي، خاصة في الحالات المبكرة من اضطراب سكر الدم أو مقاومة الإنسولين.

💡 ذات صلة: مقاومة الإنسولين: السبب الخفي وراء ثبات الوزن والتعب المستمر

💡 معلومة: رغم أن الكمية المستخدمة من القرفة غالبًا صغيرة، إلا أنها تحتوي على مركّبات نباتية نشطة ومضادات أكسدة تُساهم في دعم حساسية الإنسولين، وقد تساعد على استقرار مستويات السكر في الدم عند تناولها بانتظام وباعتدال.

العنصر الغذائي الكمية (1.3 غ) % من الاحتياج اليومي
السعرات الحرارية 3.2 سعرة 0%
الكربوهيدرات 1.0 غرام 0%
الألياف 0.7 غرام 3%
الكالسيوم 26 ملغ 2%
الحديد 0.2 ملغ 1%
فيتامين K 0.4 ميكروغرام 0.5%

📌 القيم تقريبية وتم احتسابها بناءً على 1.3 غرام (نصف ملعقة صغيرة) من القرفة المطحونة. النسب مبنية على نظام غذائي يحتوي على 2000 سعرة حرارية يوميًا.

خاتمة

القرفة ليست مجرد نكهة مضافة للأطعمة والمشروبات، بل تحتوي على مركّبات فعالة قد تساهم في دعم التوازن الأيضي وتنظيم مستويات السكر في الدم. ورغم أن الدراسات حول فوائدها لا تزال متباينة، فإنها تُعدّ خيارًا طبيعيًا داعمًا يمكن دمجه ضمن نمط حياة صحي، خاصة عند تناولها باعتدال وبالكمية المناسبة.

ومع ذلك، لا ينبغي الاعتماد على القرفة كبديل للأدوية أو لتجاهل أهمية النظام الغذائي والمتابعة الطبية، خصوصًا لمن يعانون من اضطرابات سكر الدم. الاعتدال والوعي هما أساس الاستفادة.

أسئلة شائعة

1. هل القرفة فعالة حقًا في خفض سكر الدم؟
بعض الدراسات تشير إلى أن القرفة قد تُساهم في خفض سكر الدم وتحسين حساسية الإنسولين، لكن الأدلة لا تزال غير قاطعة، ولا يُنصح بالاعتماد عليها كعلاج رئيسي.
2. ما هي الكمية المناسبة من القرفة يوميًا؟
الكمية التي استُخدمت في الدراسات تتراوح بين نصف ملعقة صغيرة إلى ملعقة كاملة يوميًا، ويفضّل عدم تجاوز هذه الكمية خاصة إذا كانت القرفة من نوع Cassia.
3. هل هناك فرق بين أنواع القرفة؟
نعم، "قرفة كاسيا" هي الأكثر شيوعًا ولكنها تحتوي على مادة الكومارين التي قد تضر الكبد بكميات كبيرة. "قرفة سيلان" تُعد الخيار الأفضل والأكثر أمانًا عند الاستخدام المنتظم.
4. هل يمكن لمرضى السكري استخدام القرفة بأمان؟
يمكن لمرضى السكري تناول القرفة بكميات معتدلة ضمن نظام غذائي صحي، لكن يجب استشارة الطبيب قبل استخدامها كمكمّل منتظم أو مع أدوية السكر.
5. هل للقرفة آثار جانبية؟
الإفراط في تناول القرفة، خصوصًا من نوع كاسيا، قد يسبب مشاكل في الكبد أو تهيج في الجهاز الهضمي. من الأفضل الالتزام بالكمية الموصى بها وعدم استخدامها لفترات طويلة بدون إشراف طبي.

ليست هناك تعليقات