الجلوتامين واحد من المكملات التي يسمع بها الكثير من المتدرّبين، خاصة في بداية الالتزام بالرياضة. البعض يضيفه بعد التمرين، وآخرون يتناقلون فوائده دون تجربة فعلية.
لكن الحقيقة أن المعلومات حول هذا المكمل كثيرًا ما تكون مبالغ فيها، أو غير واضحة.
في هذا المقال، سنوضّح ما هو الجلوتامين بالضبط، ما الذي يقوله العلم عن فوائده، ومن هم الأشخاص الذين قد يستفيدون منه فعلاً.
الهدف بسيط: أن تخرج من هنا بصورة أوضح، لتقرّر بنفسك إن كنت بحاجة إليه، أو يمكنك تجاهله بكل بساطة.
الجلوتامين هو نوع من الأحماض الأمينية، وهي اللبنات الأساسية التي يتكوّن منها البروتين في الجسم.
يُصنَّف الجلوتامين كـحمض أميني غير أساسي، أي أن الجسم يستطيع تصنيعه بنفسه عند الحاجة، لكن في بعض الحالات — مثل التدريب المكثّف أو المرض أو الضغط الجسدي — قد لا تكفي الكمية التي يُنتجها الجسم.
يوجد الجلوتامين بشكل طبيعي في العضلات والدم، ويلعب دورًا مهمًا في أكثر من وظيفة حيوية، مثل دعم الجهاز المناعي، والحفاظ على صحة الأمعاء، والمساعدة في تعافي الأنسجة.
ولهذا السبب، بدأ يُستخدم كمكمل غذائي في الأوساط الرياضية، وخاصة بين ممارسي كمال الأجسام والرياضات التي تتطلّب مجهودًا عاليًا.
ما الفوائد المحتملة لمكمل الجلوتامين؟
الجلوتامين يلعب دورًا في أكثر من جانب داخل الجسم، خاصة في الظروف التي تتطلب تعافيًا سريعًا أو دعمًا إضافيًا. إليك أبرز الفوائد التي يُشاع أنها ترتبط بتناول الجلوتامين:
1. دعم المناعة: يُعتبر الجلوتامين مصدرًا مهمًا للطاقة لخلايا الجهاز المناعي. خلال فترات التوتر الجسدي أو المرض، قد تنخفض مستوياته في الجسم، مما قد يؤثر على قوة المناعة. لذلك يُستخدم أحيانًا لتقليل خطر العدوى بعد التمارين الشديدة أو الجراحة.
2. تحسين تعافي العضلات: يُقال إن الجلوتامين قد يساعد في تقليل ألم العضلات بعد التمرين وتسريع عملية الاستشفاء، خاصة في فترات التدريب المكثّف.
لكن الحقيقة أن أغلب الدراسات لم تجد تأثيرًا واضحًا أو ملموسًا لهذا المكمل على سرعة التعافي عند المتدربين الأصحّاء، لذلك لا يمكن الاعتماد عليه كمصدر رئيسي لدعم الاستشفاء.
3. تقليل تكسير العضلات (Catabolism): هناك من يستخدم الجلوتامين بهدف تقليل الهدم العضلي، خصوصًا في حالات التدريب القاسي أو الصيام الطويل.
ورغم أن الفكرة تبدو منطقية من ناحية فسيولوجية، إلا أن الأدلة العلمية التي تدعم هذا الاستخدام ما تزال محدودة جدًا، وغالبًا لا تُظهر نتائج قوية لدى الرياضيين الذين يتبعون نظامًا غذائيًا متوازنًا
4. دعم صحة الأمعاء: يلعب الجلوتامين دورًا في الحفاظ على سلامة بطانة الأمعاء، ولهذا السبب يُستخدم أحيانًا في حالات التهابات الجهاز الهضمي، أو عند من يعانون من تسرّب الأمعاء (Leaky Gut).
هل يساعد الجلوتامين على بناء العضلات؟
يعتقد بعض المتدربين أن الجلوتامين يمكن أن يساهم في بناء الكتلة العضلية، نظرًا لكونه حمضًا أمينيًا يتواجد بكثرة في العضلات.
لكن عند مراجعة الأدلة العلمية، نجد أن الجلوتامين لا يُعتبر عاملًا فعّالًا بشكل مباشر في تحفيز نمو العضلات، خاصة إذا كان المتدرّب يحصل على كفايته من البروتين من خلال الغذاء أو المكملات التقليدية مثل الواي بروتين.
لذلك، لا يُنصح بالاعتماد عليه بهدف التضخيم أو اكتساب عضلات جديدة، لأن تأثيره في هذا الجانب ضعيف أو غير واضح.
من هم الأشخاص الذين قد يستفيدون فعلاً من الجلوتامين؟
رغم أن معظم المتدرّبين لا يحتاجون إلى مكمل الجلوتامين، إلا أن هناك فئات معينة قد تستفيد منه في ظروف محددة.
فالأشخاص الذين يخضعون لتدريب مكثّف جدًا، أو يمرّون بفترات صيام طويلة، أو يتّبعون حميات قاسية منخفضة البروتين، قد يجدون فائدة بسيطة من دعم إضافي بهذا الحمض الأميني.
كذلك، بعض الدراسات تشير إلى إمكانية استفادة المرضى الذين يعانون من مشاكل في الجهاز الهضمي أو ضعف في المناعة، حيث يمكن أن يساعد الجلوتامين في دعم بطانة الأمعاء أو تقوية الجهاز المناعي.
لكن بالنسبة للشخص السليم الذي يتّبع نظامًا غذائيًا متوازنًا ويؤدي تمارينه بشكل طبيعي، فالجسم ينتج ما يكفي من الجلوتامين ذاتيًا، وغالبًا لا يحتاج إلى مكمل خارجي.
خاتمة
الجلوتامين مكمل كتير ناس بتحكي عنه، وكتير ناس بتشتريه، بس بالحقيقة؟
إذا أكلك منيح وبروتينك كافي، فغالبًا عم تضيع فلوسك عليه.
هو ما ضار، بس تأثيره عالعضلات والتعافي ضعيف جدًا، ومش مدعوم بأدلة قوية، إلا بحالات خاصة كتير.
جزء من شراكاتنا الإعلانية
الجلوتامين بيشبه مكملات الـBCAA اللي انتشرت لفترة وصار الكل ياخدها، وبعدين طلع إنك ما بحاجة إلها طالما بتاكل كفايتك من البروتين. نفس القصة هون.
إذا بدك تستثمر بمكمل فعلي يفيدك، ركّز على الأساسيات مثل الواي بروتين أو الكرياتين، وخلّي الجلوتامين لوقت فعلي تحتاجه — إذا احتجته أصلًا.
أسئلة شائعة
1. هل الجلوتامين ضروري لكل الرياضيين؟
مو ضروري للجميع، لكنه قد يفيد في حالات الإجهاد العالي أو التدريب المكثف، خاصة عند نقص الجلوتامين بالجسم.
2. متى أفضل وقت لتناول الجلوتامين؟
الوقت الأكثر شيوعًا هو بعد التمرين مباشرة، أو قبل النوم، لدعم التعافي وتقليل الهدم العضلي.
3. هل الجلوتامين يساعد في بناء العضلات؟
الجلوتامين ليس مكمّل لبناء العضلات بشكل مباشر مثل البروتين، لكنه يدعم المناعة والتعافي، مما يهيّئ بيئة أفضل للنمو.
4. هل الجلوتامين آمن للاستخدام اليومي؟
عمومًا آمن عند الجرعات المعتدلة (5-10 جم يوميًا)، لكن دائمًا استشر طبيبك إذا عندك حالة صحية خاصة.
5. هل ينفع الجلوتامين خلال فترة التنشيف؟
نعم، ممكن يفيد في الحفاظ على العضلات وتحسين التعافي، خاصة لما تكون السعرات منخفضة ومجهودك عالي.
رياضي، مدوّن وصانع محتوى رياضي، أدرس حاليًا لأصبح أخصائي تغذية معتمد، وممارس للتمارين الرياضية منذ أكثر من 6 سنوات. خضت تجارب متعددة في عالم الرياضة، من الكيك بوكسينغ إلى الجري، والدراجة الهوائية، والباورلفتينغ، وصولًا إلى التمرين بالمقاومة الذي التزمت به دون انقطاع.
أسستُ منصة FitspotX بعد أن لاحظت كمية المعلومات المغلوطة المنتشرة في مجال الرياضة والتغذية، خاصةً ضمن المحتوى الكتابي. من هنا انطلقت رؤيتي لبناء منصّة متكاملة، تجمع بين الأدوات والمحتوى العلمي البسيط، لتساعدك على فهم التغذية بشكل أفضل، وتحقيق أهدافك الجسدية بثقة ومعرفة.
رياضي، مدوّن وصانع محتوى رياضي، أدرس حاليًا لأصبح أخصائي تغذية معتمد، وممارس للتمارين الرياضية منذ أكثر من 6 سنوات. خضت تجارب متعددة في عالم الرياضة، من الكيك بوكسينغ إلى الجري، والدراجة الهوائية، والباورلفتينغ، وصولًا إلى التمرين بالمقاومة الذي التزمت به دون انقطاع.
أسستُ منصة FitspotX بعد أن لاحظت كمية المعلومات المغلوطة المنتشرة في مجال الرياضة والتغذية، خاصةً ضمن المحتوى الكتابي. من هنا انطلقت رؤيتي لبناء منصّة متكاملة، تجمع بين الأدوات والمحتوى العلمي البسيط، لتساعدك على فهم التغذية بشكل أفضل، وتحقيق أهدافك الجسدية بثقة ومعرفة.