زيادة الوزن أثناء الدورة الشهرية: هل هي أمر طبيعي
لكن في كثير من الحالات، تكون الإجابة أبسط مما تتوقعين: الدورة الشهرية.
التغيرات الهرمونية التي تمرّ بها المرأة خلال هذا الوقت من الشهر يمكن أن تؤثر بشكل مباشر على الوزن، والشهية، والمزاج، بل وحتى على طاقتك العامة.
في هذا المقال، سنتناول كل ما تحتاجين لمعرفته عن العلاقة بين الدورة الشهرية والوزن، ونوضح الأسباب الحقيقية وراء هذه التغيرات، ونقدّم نصائح واقعية للتعامل معها براحة وثقة.
في الأيام التي تسبق نزول الدورة الشهرية، يرتفع هرمون البروجستيرون، مما يؤدي إلى احتباس الماء والصوديوم داخل الجسم، ويُسبّب شعورًا بالانتفاخ وارتفاعًا مؤقتًا في الوزن قد يتراوح بين 0.5 إلى 3 كيلوغرامات.
كما أن التغيرات الهرمونية تؤثر على الشهية لدى كثير من النساء، فتميل بعضهن لتناول كميات أكبر من الطعام، أو الرغبة في المأكولات الغنية بالكربوهيدرات والسكريات. هذا لا يعني بالضرورة أن هناك "تخبيصًا"، بل هو تفاعل طبيعي للجسم مع حالة التقلّب الداخلي التي يمرّ بها.
هل الزيادة حقيقية أم مجرّد وهم على الميزان؟
الوزن الذي ترينه على الميزان خلال أيام الدورة ليس زيادة حقيقية في الدهون، بل هو في الغالب وزن مؤقت ناتج عن احتباس السوائل وتغيّرات طبيعية في الجسم.
الجسم خلال هذه الفترة يخزّن الماء أكثر من المعتاد، خاصةً في البطن، والثديين، والوجه. وهذا ما يفسّر الشعور بالانتفاخ أو حتى ضيق الملابس، رغم عدم وجود تغيير فعلي في كمية الدهون.
المهم أن تكوني على دراية أن هذا الوزن الزائد غالبًا ما يزول تلقائيًا بعد انتهاء الدورة ببضعة أيام، دون الحاجة لأي تعديلات على النظام الغذائي أو النشاط البدني. لهذا السبب، لا يُنصح أبدًا بالحكم على نجاح الرجيم أو الدايت من خلال الميزان أثناء أو قبل الدورة مباشرة، لأن الأرقام قد تكون مضلّلة ولا تعكس واقع جسمك الحقيقي.
💡 نصيحة مهمة: لتحصلي على صورة أوضح عن مسار نزول وزنك، من الأفضل الاعتماد على متوسط الوزن الأسبوعي، وليس على رقم يوم واحد. قومي بوزن نفسك 3– 5 مرات بالأسبوع صباحًا أو كل يوم، ثم احسبي المتوسط، فهذه الطريقة تعكس الاتجاه الحقيقي بشكل أدق وتتجنّب تقلبات الدورة أو احتباس السوائل.
كيف تؤثر الدورة الشهرية على الشهية والمزاج؟
في الأيام التي تسبق الدورة الشهرية، تمرّ معظم النساء بتقلّبات في المزاج قد تترافق مع زيادة ملحوظة في الشهية. هذه التغييرات ليست ضعف إرادة أو خروج عن السيطرة، بل هي نتيجة طبيعية لتقلّب مستويات الهرمونات، خاصة انخفاض هرمون السيروتونين المسؤول عن الإحساس بالسعادة والاستقرار النفسي.
هذا الانخفاض قد يؤدي إلى اشتهاء الأطعمة الغنية بالكربوهيدرات والسكريات، لأن الجسم يحاول تعويض نقص السيروتونين بطريقة تلقائية.
إلى جانب ذلك، يشعر البعض بالإرهاق، التوتر، أو حتى الحزن، مما يجعل الأكل وسيلة راحة نفسية في تلك اللحظات.
الفكرة هنا ليست في "منع نفسك" أو الشعور بالذنب، بل في الوعي بهذه الحالة والتعامل معها بلُطف. يساعدك هذا الفهم على تقبّل نفسك، وتفادي جلد الذات، مع إمكانية اتخاذ خيارات ذكية بدلًا من الاستسلام التام للأكل العاطفي.
هل يجب الالتزام بالدايت خلال الدورة الشهرية؟
الجواب الصريح: نعم، ولكن بمرونة.
لا يوجد سبب صحي يمنعك من متابعة نظامك الغذائي أثناء الدورة، لكن من المهم أن تكوني أكثر رحمة بنفسك في هذه الفترة الحساسة. الجسم يكون تحت ضغط جسدي ونفسي، والاحتياجات قد تختلف قليلًا.
إذا شعرتِ برغبة في الأكل أكثر من المعتاد، فحاولي تعديل الكمية بشكل ذكي، أو اختيار بدائل مُرضية دون إفراط.
مثلًا، بدلًا من قطعة حلوى مليئة بالسكر، يمكنك تناول مربع شوكولا داكنة مع شريحة فواكه، أو طبق شوفان دافئ غني بالألياف.
💡 الأهم من الالتزام الصارم هو الاستمرارية على المدى الطويل. اسمحي لنفسك ببعض المرونة، لكن بدون أن يتحوّل الأمر إلى فوضى. التوازن هو السر.
هل أستمرّ بالتمرين أثناء الدورة الشهرية أم أتوقّف؟
القرار هنا يعتمد بشكل كبير على حالتك الجسدية والنفسية خلال الدورة. فبعض النساء يشعرن بالتعب، التقلّصات، أو ضعف الطاقة، فيكون التمرين مرهقًا أكثر من كونه مفيدًا.
بينما أخريات يجدن في التمرين وسيلة لتخفيف الألم وتحسين المزاج، خصوصًا تمارين المشي، الإطالات الخفيفة، أو اليوغا.
من الناحية الصحية، لا يوجد ضرر في التمرين خلال الدورة، طالما أنك لا تشعرين بإجهاد شديد أو ألم غير محتمل. لكن لا بأس أبدًا إن قررتِ تخفيف شدة التمارين أو أخذ استراحة ليوم أو يومين.
خاتمة
إذا حسّيتي إن وزنك عم يزيد فجأة وقت الدورة، فحاولي تتفبلي هالشي من غير ما تتدايقي. الموضوع طبيعي، وما بيعني إنك خبّصتي أو فشلتي. جسمك عم يمرّ بتغيّرات هرمونية معقّدة، وهاي التغيّرات بتأثّر على كل شي: من شهيتك، لمزاجك، لاحتباس المي بجسمك.
المهم إنك تعرفي إن هالمرحلة مؤقتة، وإنك ترجعي توازنك بهدوء بعد ما تخلص الدورة.
لا تخلي الميزان يحكم على تعبك أو مجهودك، وبدل ما تقسي على حالك، كوني واعية ومرنة.
ليست هناك تعليقات