البابونج: أكثر من مجرد مشروب دافئ — فوائده المدهشة للنوم، الهضم، والتعافي

البابونج ليس مجرد شراب عشبي نتناوله قبل النوم للاسترخاء، بل هو نبات غني بالفوائد الصحية. يساعد على تحسين النوم، وتهدئة المعدة، والتخفيف من التوتر، وقد يساهم أيضًا في دعم التعافي بعد التمارين.

في هذا المقال، نعرض أهم فوائد البابونج التي تدعمها الأبحاث، ولماذا ينصح به الكثيرون كجزء من نمط حياة صحي ومتوازن.

فوائد البابونج

1. البابونج وتحسين جودة النوم

يُعرف البابونج منذ القدم بتأثيره المهدّئ، وقد أصبح خيارًا شائعًا لمن يُعانون من الأرق أو اضطرابات النوم. يحتوي البابونج على مركب طبيعي يُدعى الأبيغينين (Apigenin)، وهو من مضادات الأكسدة التي ترتبط بمستقبلات معينة في الدماغ، مما يساعد على تقليل التوتر وتحفيز الشعور بالنعاس بشكل طبيعي.

وقد أشارت دراسات حديثة إلى أن تناول شاي البابونج قبل النوم يمكن أن يُحسن من جودة النوم ويقلل من عدد مرات الاستيقاظ الليلي، خاصةً لدى كبار السن أو من يعانون من صعوبة في الاسترخاء ليلاً.

💡 كوب من شاي البابونج الدافئ قبل النوم بنصف ساعة، في بيئة هادئة وإضاءة خافتة، قد يكون وسيلتك الطبيعية لنوم أعمق وأهدأ.

💡 ذات صلة: كم ساعة نوم نحتاج فعلًا؟ حسب العمر، النشاط، وأسلوب الحياة

2. تهدئة القلق والتوتر

يُعد البابونج من أشهر الأعشاب المستخدمة منذ قرون في تهدئة الجهاز العصبي وتخفيف التوتر النفسي. ويعود هذا التأثير إلى مركّبات طبيعية فيه مثل الأبيغينين، التي تعمل على الارتباط بمستقبلات معينة في الدماغ تُساهم في الاسترخاء وتخفيف القلق.

بحسب دراسة نُشرت في Journal of Clinical Psychopharmacology، وُجد أن مكملات البابونج ساعدت في تقليل أعراض القلق العام لدى البالغين، كما أظهرت نتائج الدراسة تحسّنًا ملحوظًا لدى المشاركين مقارنةً بأولئك الذين تناولوا علاجًا وهميًا (Placebo).

لا يُعتبر البابونج علاجًا حاسمًا لحالات القلق الشديدة، لكنه قد يكون دعمًا طبيعيًا فعّالًا في حالات التوتر اليومي، خاصة عند تناوله ضمن روتين هادئ مساءً.

💡 جرب تناول كوب من شاي البابونج بعد يوم مرهق، وأطفئ الشاشات، وخذ لحظات من التنفس العميق — تأثيره قد يفاجئك.

3. البابونج وصحة الجهاز الهضمي

يُعرف البابونج بقدرته على تهدئة الجهاز الهضمي، وهو يُستخدم منذ القدم في تخفيف التقلصات، الغازات، والانتفاخات بعد الأكل. وقد أظهرت أبحاث حديثة أن البابونج يمتلك خصائص مضادة للتشنجات، مما يساعد على استرخاء عضلات المعدة والأمعاء.

بحسب مراجعة علمية نُشرت في Molecular Medicine Reports، فإن مستخلص البابونج يُساهم في الحد من مشاكل الهضم مثل عسر الهضم والقولون العصبي، ويُستخدم كعلاج طبيعي في حالات المعدة الحساسة.

كما يُساعد البابونج في تخفيف الشعور بالثقل بعد الوجبات، خاصةً إذا تم تناوله دافئًا، دون إضافة سكر.

4. هل يساعد البابونج في التعافي العضلي؟

رغم أن البابونج ليس من المكملات الرياضية الشهيرة، إلا أن له دورًا مهمًا غير مباشر في دعم التعافي بعد التمارين. فعن طريق تحسين النوم، تقليل التوتر، وتخفيف الالتهابات الطفيفة، يُساهم البابونج في خلق بيئة داخلية مناسبة لاستشفاء العضلات وتجديد الطاقة.

تشير بعض الدراسات إلى أن مضادات الأكسدة الموجودة في البابونج — مثل الفلافونويدات — قد تُساعد في تقليل الإجهاد التأكسدي، وهو عامل مرتبط ببطء التعافي العضلي لدى الرياضيين.

كما أن احتساء كوب من البابونج في المساء، خاصة بعد تمرين شاق، يُمكن أن يُعزز من استرخاء الجسم ويُسرّع الدخول في مرحلة النوم العميق، وهي المرحلة التي يتم فيها بناء وتجديد الأنسجة العضلية.

خاتمة

من صعوبة في النوم، أو مشاكل في الهضم، أو تبحث عن طريقة آمنة لتقليل التوتر وتعزيز الاسترخاء، فإن البابونج يُعد خيارًا ذكيًا وسهل الاستخدام.

وللرياضيين على وجه الخصوص، يمكن أن يكون البابونج أداة دعم يومية تُساهم في تحسين جودة النوم، تسريع التعافي، والحفاظ على توازن الجسم والعقل.

أسئلة شائعة

1. هل البابونج يساعد فعلًا على النوم؟
نعم، يحتوي البابونج على مركب الأبيغينين الذي يساعد على تهدئة الجهاز العصبي وتحفيز النعاس، وقد أظهرت دراسات تحسّنًا في جودة النوم بعد تناوله.
2. هل البابونج مفيد للهضم؟
نعم، البابونج يمتلك خصائص مهدّئة تساعد في تخفيف التقلصات والانتفاخ، ويُستخدم تقليديًا لتسكين اضطرابات المعدة.
3. هل يمكن للبابونج أن يقلل من القلق؟
أظهرت بعض الدراسات أن شرب البابونج أو تناوله كمكمل قد يساهم في تقليل أعراض القلق الخفيف إلى المتوسط لدى بعض الأشخاص.
4. متى يُفضل شرب البابونج؟
يُفضل تناوله في المساء، خاصة قبل النوم بنصف ساعة، أو بعد وجبة ثقيلة للمساعدة في الهضم والاسترخاء.
5. هل يمكن أن يسبب البابونج آثارًا جانبية؟
البابونج آمن لمعظم الأشخاص، لكن قد يُسبب تحسسًا خفيفًا لدى البعض، خاصة من لديهم حساسية للنباتات من فصيلة الأقحوان. يُفضل استشارة الطبيب في حال وجود حالات صحية خاصة.

ليست هناك تعليقات