هل يجب تناول البروتين مباشرة بعد التمرين؟
"هل يجب تناول البروتين فورًا بعد التمرين؟"
انتشرت عبر السنوات فكرة ما يُعرف بـ النافذة الابتنائية، وهي فترة زمنية يُعتقد أنّها مثالية لتناول البروتين بعد التمرين، ويُقال إنّ إغفالها قد يُفقدك جزءًا كبيرًا من فوائد التمرين ومكاسبك العضلية.
لكن هل فعلاً تناول البروتين بعد التمرين مباشرة ضروري؟ أم أن الموضوع مُبالغ فيه، ولا يتعدّى كونه جزءًا من حملات التسويق للمكملات الرياضية؟
في هذا المقال، سنستعرض المفهوم الحقيقي لـ النافذة الابتنائية، ونوضح موقف العلم الحديث منها، ونقدّم توصيات مبنية على الأدلة العلمية.
ما المقصود بالنافذة الأبتنائية بعد التمرين؟
النافذة الابتنائية هي مصطلح يُستخدم لوصف الفترة الزمنية القصيرة التي تلي التمرين مباشرة، والتي يُعتقد أنّ الجسم خلالها يكون في حالة مثالية لاستيعاب البروتين والبدء في عمليات ترميم الأنسجة العضلية وبنائها.
وفق هذا المفهوم، يُنصح بتناول وجبة غنية بالبروتين خلال 30 إلى 60 دقيقة بعد التمرين، لضمان تحقيق الاستفادة القصوى من استجابة الجسم الفسيولوجية لجهد التمرين.
لكن هل هذه "النافذة" حقيقة مثبتة علميًا؟ أم أن الجسم لديه قدرة أوسع وأكثر مرونة في التعامل مع توقيت التغذية بعد التمرين؟
💡 ذات صلة: البروتين: حجر الأساس لبناء العضلات – الكمية والمصادر
ماذا تقول الأبحاث الحديثة عن توقيت تناول البروتين؟
خلافًا للفكرة السائدة حول ضرورة تناول البروتين فورًا بعد التمرين، تشير الدراسات الحديثة إلى أن نطاق الوقت الفعّال للحصول على فوائد البروتين أوسع مما يُعتقد. بحسب مراجعات علمية، فإن أهم عامل هو إجمالي كمية البروتين التي يتناولها الشخص خلال اليوم، وليس التوقيت الدقيق مباشرة بعد التمرين.
تُظهر الأدلة أن تناول البروتين في غضون ساعتين بعد التمرين يُعد كافيًا لدعم عملية بناء العضلات، خاصة إذا كانت وجبة ما قبل التمرين غنية بالبروتين أو قريبة من وقت التمرين.
💡 ذات صلة: لماذا زيادة البروتين مهمة أثناء التنشيف؟ وكيف تعرف الكمية المناسبة لجسمك
هل يختلف الأمر بين المبتدئ والرياضي المتقدم؟
من واقع التجربة الشخصية، ومن خلال متابعة آراء عدد كبير من المتدرّبين، أستطيع القول بثقة إنّ الأساسيات تبقى دائمًا في المرتبة الأولى: جودة التمرين، عدد ساعات النوم، نوعية التغذية، وتحديد احتياجك اليومي من البروتين.
أما مسألة توقيت تناول البروتين بعد التمرين، أو ما يُعرف بالنافذة الابتنائية، فهي تأتي في مرحلة متقدّمة، وتأثيرها محدود نسبيًا لدى الشخص العادي. لكن، إذا كنت رياضيًا محترفًا وتسعى للاستفادة من كل تفصيلة حتى ولو بنسبة 1% فقد يكون التوقيت في هذه الحالة أكثر أهمية.
خاتمة
تناول البروتين بعد التمرين مباشرة قد يكون خيارًا جيّدًا، لكنه ليس شرطًا أساسيًا للاستفادة من التمارين أو بناء العضلات. الأهم من ذلك هو تلبية احتياجك اليومي من البروتين، وتوزيعه بشكل منتظم على مدار اليوم، مع الالتزام بنمط حياة صحي يشمل النوم الكافي، التدريب الجيّد، والتغذية المتوازنة.
إذا كنت مبتدئًا أو تتمرّن بهدف الحفاظ على لياقتك، فليس عليك القلق بشأن "النافذة الابتنائية". أما إن كنت رياضيًا متقدّمًا وتسعى لتحقيق أقصى استفادة من كل تفصيل، فقد يكون توقيت البروتين بعد التمرين أحد العوامل التي تستحق الانتباه.
ليست هناك تعليقات