هل تساعد الساونا على حرق الدهون؟ الفوائد الحقيقية والمبالغات الشائعة

في السنوات الأخيرة، أصبحت الساونا من العادات الشائعة لدى من يسعون لخسارة الوزن أو التخلص من السموم. كثيرون يعتقدون أن جلسة قصيرة في الساونا يمكن أن تعادل تمرينًا رياضيًا، وأن التعرق الغزير يعني حرقًا فعليًا للدهون. لكن،

هل هذا صحيح فعلاً؟ وهل يمكن للساونا أن تكون أداة فعّالة في رحلة التنحيف، أم أنها مجرّد وهم مؤقت؟

في هذا المقال، نستعرض ما تقوله الدراسات الحديثة حول تأثير الساونا على الجسم، ونكشف الحقيقة وراء هذه العادة المنتشرة بعيدًا عن المبالغات والمفاهيم الخاطئة.

تاثير الساونا عن حرق الدهون

كيف تؤثر الساونا على الجسم فعلاً؟

عند الجلوس في الساونا، يتعرّض الجسم لدرجات حرارة مرتفعة تحفّز عملية التعرق المكثّف. هذا التعرق يساعد على تنظيم حرارة الجسم والتخلّص من السوائل الزائدة، لكن التأثير لا يتوقف هنا. الحرارة المرتفعة تؤدي أيضًا إلى زيادة مؤقتة في معدل ضربات القلب، مما يشبه إلى حد ما التأثير الذي يحدث أثناء التمارين الهوائية الخفيفة.

بعض الدراسات أشارت إلى أن الجسم قد يحرق عددًا من السعرات أثناء جلسة الساونا بسبب هذا النشاط القلبي الإضافي، لكن هذا لا يُقارن بالحرق الناتج عن التمارين الرياضية الحقيقية. ومع ذلك، فإن للساونا فوائد أخرى قد تساهم بشكل غير مباشر في دعم خسارة الوزن، مثل تحسين النوم، تخفيف التوتر، وتعزيز الشعور بالراحة.

هل الساونا تحرق الدهون فعليًا؟

رغم أن العديد من الأشخاص يربطون بين التعرق وخسارة الدهون، فإن الحقيقة العلمية مختلفة. الساونا لا تحرق الدهون بشكل مباشر، بل تسبّب فقدانًا مؤقتًا في الوزن نتيجة خسارة الماء من خلال التعرق. هذا الوزن يعود سريعًا بمجرد شرب السوائل وتعويض ما فُقد.

لكن هناك جانب مهم: جلسات الساونا خصوصًا المنتظمة منها قد ترفع معدل الأيض قليلًا لفترة مؤقتة، وتُشبه في تأثيرها البسيط التمارين الخفيفة. ومع الوقت، هذا التحفيز البسيط قد يساهم بشكل غير مباشر في دعم عملية خسارة الوزن، إذا تم دمجه مع نظام غذائي متوازن ونشاط بدني منتظم.

💡 الساونا ليست أداة سحرية لحرق الدهون، لكنها مكمّل داعم يمكن أن يضيف قيمة لخطة تنحيف شاملة.

💡 ذات صلة: أفضل وقت لتمرين الكارديو لحرق الدهون بفعالية

فوائد الساونا الحقيقية المدعومة علميًا

بعيدًا عن المبالغات المنتشرة، فإن للساونا فوائد صحية موثوقة أكّدتها عدة دراسات حديثة. من أبرزها:

🟩 تحسين الدورة الدموية: الحرارة تُوسّع الأوعية الدموية، مما يعزز تدفّق الدم ويوصل الأكسجين والمواد الغذائية بشكل أفضل إلى الأنسجة.

🟩 دعم صحة القلب: جلسات الساونا المنتظمة قد تُخفّض ضغط الدم وتحسّن وظائف القلب، خاصة لدى الأشخاص غير النشيطين بدنيًا.

🟩 تقليل التوتر وتحسين المزاج: التعرق والحرارة يُحفّزان إفراز الإندورفين، مما يساعد على الاسترخاء وتخفيف القلق والتوتر.

🟩 تحسين جودة النوم: كثير من الأشخاص أفادوا بأن جلسة ساونا في المساء تساعدهم على النوم بشكل أعمق وأكثر راحة.

🟩 دعم إزالة السموم عبر التعرق: رغم أن الجسم يزيل السموم بشكل رئيسي عبر الكبد والكلى، فإن التعرق قد يساعد على طرد بعض المعادن الثقيلة والملوّثات البيئية.

رغم هذه الفوائد، من المهم استخدام الساونا بحذر، خاصةً للأشخاص المصابين بأمراض قلبية أو ضغط مرتفع، وبعد استشارة طبية.

احذر من المبالغة: مخاطر استخدام الساونا بشكل مفرط

رغم أن الساونا آمنة نسبيًا عند استخدامها بشكل معتدل، إلا أن الإفراط في الجلوس داخلها أو استخدامها يوميًا دون انقطاع قد يعرّض الجسم لمخاطر حقيقية، منها:

🟩 الجفاف: التعرق الزائد دون تعويض كافٍ بالسوائل قد يؤدي إلى جفاف خطير، خصوصًا إذا كنت تمارس التمارين أيضًا.

🟩 انخفاض ضغط الدم: الحرارة المرتفعة قد تسبب توسع الأوعية الدموية بشكل كبير، ما يؤدي إلى الشعور بالدوخة أو حتى الإغماء.

🟩 الإرهاق الحراري: الجلوس لفترات طويلة في بيئة حارة جدًا قد يرفع خطر الإصابة بالإجهاد الحراري، وهو حالة طارئة تستدعي التبريد الفوري.

🟩 مشاكل قلبية: الأشخاص المصابون بأمراض قلبية أو ضغط دم غير منتظم يجب أن يتجنّبوا الساونا دون استشارة الطبيب، لأن الضغط على القلب قد يكون كبيرًا.

🟩 الحروق الطفيفة أو الانزعاج الجلدي: في بعض الحالات، ملامسة الأسطح الساخنة في الساونا أو الجلوس لفترة طويلة جدًا قد يسبب تهيّجًا أو احمرارًا في الجلد.

خاتمة

الساونا قد تكون وسيلة رائعة للاسترخاء، تخفيف التوتر، وتحسين الصحة العامة، لكنها ليست وسيلة سحرية لحرق الدهون أو فقدان الوزن بشكل فعلي. التأثير الفوري الذي يشعر به البعض بعد جلسة ساونا غالبًا يكون بسبب فقدان الماء، وليس الدهون.

إذا كنت تتبع نظامًا غذائيًا صحيًا وتمارس التمارين بانتظام، يمكن للساونا أن تكون إضافة ذكية تساعدك على التعافي، وتحسين النوم، وتقليل التوتر – وكلها عوامل مهمة في رحلة خسارة الوزن. لكن الاعتماد عليها وحدها لن يوصلك إلى نتائج حقيقية.

فكّر فيها كأداة دعم، لا كحل سحري. وابقَ دائمًا واعيًا بجسمك، واشرب ما يكفي من الماء، وتجنّب المبالغة في الجلسات.

أسئلة شائعة

1. هل الساونا تحرق الدهون فعليًا؟
لا، الساونا لا تحرق الدهون بشكل مباشر، لكنها قد تساهم في زيادة حرق السعرات مؤقتًا وتحسين بعض العوامل المرتبطة بخسارة الوزن.
2. كم سعرة حرارية يمكن حرقها في جلسة ساونا؟
بحسب بعض الدراسات، يمكن حرق حوالي 70 إلى 150 سعرة حرارية في جلسة مدتها 15–30 دقيقة، لكن هذا يعتمد على عدة عوامل مثل الوزن ودرجة الحرارة.
3. هل استخدام الساونا يوميًا آمن؟
يمكن استخدام الساونا بانتظام، لكن يُفضّل الالتزام بـ3 إلى 4 مرات في الأسبوع لتجنّب الجفاف أو الضغط الحراري، خاصة لمن يعانون من مشاكل صحية.
4. ما الفرق بين الساونا التقليدية وساونا الأشعة تحت الحمراء؟
الساونا التقليدية تعتمد على الهواء الساخن، بينما تستخدم ساونا الأشعة تحت الحمراء حرارة عميقة تخترق الجلد مباشرة. كلاهما له فوائد، لكن تأثير الأشعة تحت الحمراء قد يكون أعمق من حيث التعرق وحرق السعرات.
5. هل الساونا مناسبة بعد التمارين الرياضية؟
نعم، يمكن أن تساعد على الاسترخاء وتعزيز التعافي العضلي، لكن يُنصح بشرب كمية كافية من الماء قبل الدخول لتجنّب الجفاف.

ليست هناك تعليقات