هل الماء الدافئ على معدة فارغة يحرق الدهون؟ الحقيقة الكاملة وراء هذه العادة الشائعة

من أكثر العادات شيوعًا في عالم التغذية والعناية بالصحة هي شرب الماء على معدة فارغة، وتحديدًا الجدل الدائم بين الماء البارد والماء الدافئ.

كثيرون ينصحون بشرب الماء الدافئ صباحًا، ويعتقدون أنه يساعد على حرق الدهون وتحفيز الجسم على خسارة الوزن. لكن ما مدى صحة هذا الادعاء؟ وهل هناك حقًا فرق بين الماء الدافئ والبارد في التأثير على معدل الحرق؟

في هذا المقال، سنكشف الحقيقة العلمية وراء هذه العادة، ونوضح الحقيقة حول دور الماء الدافئ في خسارة الدهون وتحسين الصحة.

شرب الماء الدافئ وحرق الدهون
عند شرب كوب من الماء الدافئ فور الاستيقاظ، يبدأ الجسم في تنشيط أجهزة الهضم والدورة الدموية بلطف. الماء الدافئ قد يساعد في توسيع الأوعية الدموية قليلًا، مما يُسهّل تدفّق الدم ويحفّز عملية الإخراج، وهو أمر مفيد للبعض خصوصًا في الصباح.

كما أن شرب الماء على معدة فارغة يساهم في تعويض السوائل التي فُقدت خلال النوم، ويمنح الجسم دفعة من الترطيب الضروري قبل تناول أي طعام.

متى يكون شرب الماء الدافئ مفيدًا فعلًا؟

رغم أن الماء الدافئ لا يحرق الدهون بشكل مباشر، إلا أن شربه في أوقات معيّنة يمكن أن يكون مفيدًا للجسم بطرق مختلفة. مثلًا، شرب الماء الدافئ على معدة فارغة قد يساعد في تنشيط حركة الأمعاء، خاصة لمن يعانون من الإمساك أو بطء الهضم صباحًا.

كما أن الحرارة المعتدلة للماء تساهم في تخفيف التشنجات أو التقلصات لدى بعض الأشخاص، خاصة بعد الاستيقاظ من النوم أو بعد تناول وجبة ثقيلة. كذلك، شرب الماء الدافئ قبل الوجبات قد يوفّر إحساسًا أسرع بالشبع، ما يُسهم في تقليل كمية الأكل، وبالتالي دعم عملية التحكم في الوزن بشكل غير مباشر.

💡 الماء الدافئ لا يحرق الدهون بشكل مباشر، لكنه قد يخلق بيئة مناسبة للتحكم بالوزن بشكل أفضل.

الماء البارد أم الدافئ: أيّهما أفضل لحرق الدهون؟

كثير من الناس يعتقدون أن هناك فرقًا كبيرًا بين شرب الماء البارد والدافئ من حيث تأثيره على حرق الدهون، لكن الحقيقة أن الفارق ليس جوهريًا كما يُروّج له.

من الناحية العلمية، شرب الماء البارد قد يرفع استهلاك الطاقة قليلًا لأن الجسم يحتاج إلى تدفئته ليصل إلى درجة حرارة الجسم، مما يستهلك كمية بسيطة جدًا من السعرات – لكنها غير كافية لإحداث فرق فعلي في خسارة الوزن.

في المقابل، الماء الدافئ قد يكون ألطف على الجهاز الهضمي، خاصة لمن يعانون من مشاكل في المعدة، وقد يساهم في تحسين الإحساس بالراحة بعد الأكل. لكن سواء شربت الماء باردًا أو دافئًا، يبقى الأهم هو شرب كمية كافية يوميًا للحفاظ على ترطيب الجسم، لأن هذا هو العامل الحقيقي الذي يؤثر على الأداء الجسدي ومعدل الأيض.

💡 ذات صلة: كم يحتاج الجسم من الماء يوميًا؟ ومتى يكون الشرب أكثر من مجرد عادة؟

خاتمة

شرب الماء الدافئ على الريق عادة بسيطة وآمنة، وقد تعود ببعض الفوائد مثل تحسين الهضم، ترطيب الجسم صباحًا، وتخفيف الانزعاج المعوي. لكن في المقابل، لا توجد أدلة علمية كافية تؤكد أنه يساهم بشكل مباشر في حرق الدهون أو تسريع خسارة الوزن.

إذا كنت تجد راحة في شرب الماء الدافئ صباحًا، فلا مانع من الاستمرار. أما إذا كنت تسعى لخسارة الوزن، فالأهم هو التركيز على نظام غذائي متوازن، نشاط بدني منتظم، ونوم كافٍ. الماء – سواء كان دافئًا أو باردًا – يبقى عنصرًا أساسيًا في دعم صحتك، لكن ليس حلًا سحريًا بحد ذاته.

أسئلة شائعة

1. هل شرب الماء الدافئ على الريق يسرّع نزول الوزن؟
لا توجد أدلة علمية تثبت أن الماء الدافئ يحرق الدهون مباشرة، لكن قد يساعد بشكل غير مباشر في تحسين الهضم وكبح الشهية.
2. ما هو أفضل وقت لشرب الماء الدافئ؟
يُفضّل شربه صباحًا على معدة فارغة أو قبل الوجبات ليساعد في الهضم والشعور بالشبع.
3. هل الماء البارد يضر عند شربه صباحًا؟
الماء البارد لا يضر في العادة، لكن بعض الأشخاص قد يشعرون بانزعاج أو صعوبة في الهضم، فيُفضلون الدافئ.
4. هل يجب الاستمرار بهذه العادة يوميًا؟
إن شعرت بأنها تفيدك، يمكنك الاستمرار، لكن ليست عادة ضرورية أو إلزامية لخسارة الوزن.
5. ما الكمية المناسبة من الماء صباحًا؟
كوب واحد (200–300 مل) يكفي كبداية، ويمكن زيادة الكمية حسب الحاجة الشخصية.

ليست هناك تعليقات